انا....والانا

 

 

لم اكن ادرك طيلة الاعوام السابقة حقيقة الشخص الاخر الذي كان يشاركني فى اتخاذ القرارات وردود الافعال. بل كان هو المسؤول عن تكوين وجهات النظر ليس فقط عن الاشخاص الخارجيين بل والامور الحياتيه ايضا, لقد كانت (الانا) بمثابة شخص متكامل يحيا معى حياتي بكافة تفاصيلها ويتخذ دور القائد دون اي سابقة استئذان او تلميح, فمن المخزي ان تحكم على شخص وانت تنظر اليه كمن ينظر الى الغابة من نافذة برج عالي فيري اضخم الحيوانات نقاط صغيرة, علي الرغم من ان اهم قوانين الطبيعه ان كل كائن حي يحمل ما يميزه عن غيره من باقي المخلوقات وبالاخص الانسان كونه اسمى المخلوقات واكثرها تطورا فهو لديه ما يجعله يمتاز عن غيره وان اختلف مستوى التعليم او بيئة ومستوى التربية, ولكن هذا الامرلا يتفق عليه كثيرين ممن سيطرت عليهم (الانا) وثبت فى معتقداتهم انهم اعلي شئنا من باقي الناس فقد صاروا لايبصرون سوا انفسهم فقط ....
من الغباء ان تحيا بين وهم احتكار المعرفة, العلم, السلطة والمال وبين احتقار مستويات ووجهات نظر الاخرين, فليس من الممكن ان تصبح كافة الخليقة علماء او اصحاب نفوذ او اثرياء, فهذه احدى معادلات الحياة ان يكون هناك تنوع في كل شئ سواء فى المعرفة, العلم, السلطة او المال لكي يتعادل طرفي المعادلة ويستقر ميزان الطبيعة.

 

عزيزى الانسان,,,,
ايقن انك مهما حملت من علم او نفوذ او ثروة فانك لم تصل بعد الى النهاية .... وانه هناك انسان اخر فى مكان ما فى ارجاء المسكونة يتفوق عليك مما انت تحمله وتملكه, وايضا اعلم بان كل انسان مهما كان مستواه العلمي, المهني او الاجتماعي فهو صاحب دور مهم فى هذه الحياة وبدونه لا يمكن لدائرة الحياة ان تكتمل وانه يحمل ميزة انت نفسك تفتقر اليها. لذلك يجب عليك وانت تطور ذاتك وتعلو بها ان تروض (الانا) وتحسن تربيتها.

 

 
                        مينا عادل