أمسك بقلمه قبل حلول الساعات الاولى من العام الجديد ليفعل ما اعتاد عليه كل عام من تدوين ما تم خلال العام المنقضي من تجارب وخبرات وما قام به من افعال سواء جيدة او سيئة......البطاقة الشخصية تقول انه فى الثلاثينات من عمرة ولكنه هو يقول غير ذلك؛ من كثرة الحزن والضيق الذي وضع نفسه فيه طوال السنين السابقة.
فقد اعتاد طيلة عمره ان لا يري الا ضعفاته واخطائه متجاهلا اى جانب او صفة او فعل ايجابي بحياته؛ لعل الفيرس المسبب لهذا المرض هو تكوين وجهه نظر خاطئة عن مفهوم مراقبة الذات وتعديل سلوكها الامر الذى وصل الى مرحلة المعتقد و ادي به الى حد تأنيب وجلد الذات بشكل دائم طوال الوقت فقد كان حقا متمرسا فى هذا الامر ولا يضيع فرصة لتأنيب ومحاسبة نفسه الا وان يستغلها بشكل جيد ... اصبحت حياته تزداد سوء ومقدرته على استقبال اى فرح والاحساس به اصبحت مثل الساعة الرملية تقل عاما بعد عاما حتي وصل الى مرحلة فقد الرغبة فى الفرح وخروجها من قائمة معتقداته .... دون ان يدري صاغ لنفسه فكرة تطورت بمجهوده لعالم من الحزن والطاقة السلبية يحيا فيه لوحده .... ما زاد الامر سوء هو ما وصلت اليه علاقاته بمن حوله بدء من دائرة الاسرة مرورا بدائرة العائلة وصولا الى دائرة الاصدقاء ...
حقا وصلت قوة هذا المرض الى مستوى هدد علاقاته بمن حوله واصبح ذلك واضحا جدا خاصة على من هم بدائرة الاسرة فقد كانت الايام تمر وهى تحمل الكثير من المشاعر السلبية والتى بدورها ادت الى حدوث فجوه داخل العلاقات الاسرية لديه.
مع تزايد موجات عدم الاستقرار الداخليه لديه وايضا داخل مستويات الاسرة والعائلة والاصدقاء بدئت اول دقات لناقوس الخطر تعلن عن نفسها؛ لعل هذه هي الرسالة التى ارسلها القدر لكي تبحث عن اي بقايا للانسان الاول داخل هذا الشخص وتوقظه!؟
بدء بمراجعة كل ما حدث وتقييم للوضع الحالي وتحليل لكل ردود الفعل التى تمت؛ وكانت اجابات كل هذه الاسئلة تتلخص فى اجابة واحدة وهى انه هو من اعطى الاشارة لبدء هذه الحرب ... لذا توجب على هذا الشخص اعداد خطة لحرب جديدة؛ ولكن هذه المرة هى حرب تغيير ............
لم يسعفه كوب القهوة الذى كان يتناوله وهو يدون تجارب العام المنقضي ولكنه كاد ينهي الخطوط العريضة للحرب الجديدة المزمع ان يبدئها بعد دقائق قليلة مع دقات العام الجديد.
عزيزي الانسان؛؛؛
من الطبيعي ان تخطاء .... من المنطقي ان ترتكب حماقات .... من الجيد والصحي ان تحاسب نفسك على ما تفعله .... ولكن مع كل جلسة حساب لنفسك اعطي لها وعد بالتغيير.
مينا عادل
#حاسب نفسك#متعذبهاش#